التغذية المتوازنة والمتنوعة: الأخطاء الناجمة عن الجهل وعدم الاطلاع

أخبرك طبيبك بأن لديك نسبة مرتفعة من الكولسترول وثلاثي غليسيريد الدم triglycérides، علما بأنك لا تشعرين حاليا بأي اضطراب. وأكد لك بأن هذه الاختلالات ستعجل بإنهاك قلبك وخلق انسداد في شرايينك. لهذا السبب لابد لك من علاج يعيد معدل الكولسترول وثلاثي غليسيريد الدم إلى حالتهما العادية.

ماذا يعني كلام طبيبك؟

ينبغي أن تعلمي أن الكولسترول وثلاثي غليسيريد الدم ليسا خطيرين في حد ذاتهما. ولكن زيادتهما المفرطة في الدم هي التي تعتبر مضرة؛ فالكولسترول ضروري للحياة، ويأتي من مصدرين أساسيين هما التغذية من جهة، والجسم الذي ينتجه من جهة ثانية. ولا يصبح الكولسترول خطيرا إلا عندما يصبح موجودا في الدم بنسبة عالية جدا تتجاوز الحد الطبيعي، عندئذ يترسب فائض الكولسترول غير المستخدم من قبل الجسم في الشرايين ويسدها. ذلك ما يحدث حين يصبح الجسم عاجزا عن التخلص الطبيعي من الكولسترول أو حين تسهم التغذية بشكل كبير في الزيادة المفرطة منه. ثلاثي غليسيريد الدم هو الدهون التي نستهلكها يوميا بمعدل 100 إلى 150 غرام تقريبا. وهي دهون تصلح لتخزين الطاقة لفائدة الجسم. ولكن حين لا يستطيع الجسم استعمالها أو تخزينها بكيفية سليمة، خصوصا في حالة الغذاء غير المناسب، فإنها تتراكم في الدم مسببة أضرارا كبيرة على مستوى الشرايين. وحين تصبح نسبتها مرتفعة جدا في الدم، يكون هناك احتمال كبير في أن تحدث تلفا في البنكرياس (التهاب البنكرياس pancréatite).

غذاؤك هو أول العلاج

غذاؤك هو أول العلاج من فرط ثلاثي غليسيريد الدم والكولسترول في الدم. إن فرط ثلاثي غليسيريد الدم حساس لتناول المواد السكرية والكحول بجميع أنواعها. ويمكن ملاحظة ارتفاعه لدى الأشخاص الذين يملكون استعدادا للإصابة بمرض السكري. يوجد الكولسترول بكيفية خاصة في الأطعمة ذات المصدر الحيواني ومشتقاتها: البيض، أحشاء البقر والغنم، الجبن، مواد الحليب الكامل... إذا كانت التغذية تمكن من تخفيض معدل الكولسترول وثلاثي غليسيريد الدم بكيفية مهمة، فإنها غالبا ما تكون غير كافية.

التغذية والدواء

إذا كانت التغذية المتبعة لمدة 3 أشهر متوازنة ولم تكن نتائجها كافية، يتعين حينئذ بالضرورة إدراج دواء يدعى هيبوليبيديميون hypolipidémiant إلى جانب الحمية الغذائية. وهو دواء يؤخذ عموما مدى الحياة. ويسمح في معظم الحالات بتطبيع معدلات الكولسترول وثلاثي غليسيريد الدم. وإذا تم التوقف عن أخذه، فإن النسب الأصلية المسببة للأمراض المذكورة أعلاه تعاود الظهور.

الدواء والحمية:

في غياب التغذية المناسبة تفقد كل هذه الأدوية جزءا كبيرا من فعاليتها. ويكون من غير المجدي مقاومة شر يصون نفسه بكيفية منتظمة، من خلال عدم انتظام فترات الحمية أو تباعدها. عدم انتظام وتباعد ناجمان عن عادات سيئة لم نتمكن من التخلص منها. وهكذا فالتغذية المتوازنة تسمح بخفض الكولسترول وثلاثي غليسيريد الدم في الدم وتقليص مخاطر انسداد شرايين القلب وبالتالي الإصابة بنوبة قلبية. لكي تكون الحمية أو النظام الغذائي فعالا ومستداما ينبغي أن يكون سهلا في تحمله ومواصلته. لا ينبغي تقليص التغذية بشكل كبير لأن الصمود أمام إغراء الأكل لن يدوم طويلا، إذ سرعان ما تتم العودة إلى العادات الغذائية السيئة المألوفة. ينبغي للمرء في حالة فرط ثلاثي غليسيريد الدم أن يكون مرنا مع الدهون التي تحملها الأغذية من حيث الكم والكيف. ينبغي على الخصوص تجنب استهلاك الكحول والسكريات والمواد المحلاة بالسكر أو على الأقل استهلاكها باعتدال.

باكتشافك لمميزات الأغذية، يمكنك تجنب الأخطاء التي ترتكب في معظم الأحيان بسبب الجهل وعدم الاطلاع.